كانت الهزيمة التي تجرعها نادي برشلونة من غريمه التقليدي ريال مدريد 3/1 في المباراة التي جمعت بينهما أمس السبت في إطار المرحلة التاسعة من مسابقة الدوري الأسباني بمثابة صدمة قوية للفريق الكتالوني الذي تلقى صفعة مدوية في ذلك اللقاء بدلا من توثيق هويته الجديدة.
النتيجة عادلة"، هذه كانت كلمات بيكيه الذي لم يحالفه الحظ طوال المباراة التي أثبتت أن الرهانات الجريئة لا تؤتي دائما بثمارها.
ودفع لويس إنريكي بمهاجمه الأوروجواياني لويس سواريز كلاعب أساسي منذ بداية المباراة بعد أربعة أشهر قضاها بعيدا عن المباريات الرسمية.
ورغم أن سواريز أظهر تمتعه بالحماس وتحليه بالموهبة، يحتاج النجوم دائما إلى الوقت للتألق من جديد، فقد نجح قبل ذلك في التسجيل في مبارياته الأولى مع أياكس وليفربول إلا أنه لم يفلح في هذا الأمر مع برشلونة رغم كل محاولاته.
وراهن المدرب الشاب أيضا على الدفع بتشافي هيرنانديز نجم خط الوسط الذي شكل لسنوات هوية برشلونة في أفضل عصوره، إلا أنه اليوم أصبح يشعر بغربة في فريق يسعى إلى النهوض ولكن لم يصل إلى هدفه حتى الآن، في ظل فقدانه التحكم في الكرة الذي ميزه طيلة أعوام.
وظهر إيفان راكتيتش خلال مباراة أمس اللاعب الوحيد ضمن صفوف برشلونة الذي يشعر بأريحية في اللعب في ظل الفوضى الفنية التي كان يعاني منها الفريق، حتى بدا كما لوكان يلعب بمفرده خلال النصف ساعة الأخيرة.
وشهدت مباراة أمس لحظة اعتادت كرة القدم أن تقدمها لنا من وقت لآخر وهي اللحظة التي يكون الفارق فيها بين الفوز والهزيمة بضعة سنتيمترات، حيث تألق الحارس المخضرم إيكر كاسياس في الزود عن مرماه وحرمان ميسي من إحراز الهدف الثاني لبرشلونة في الدقيقة 22 من اللقاء بعد تلقيه عرضية متقنة من لويس سواريز.
وتخلى برشلونة عن إسعاد جماهيره أمس رغم نجاح نجمه البرازيلي نيمار في وضعه في المقدمة في الدقائق الأولى من المباراة عن طريق هجمة بدأها ميسي بالمرور من لاعبين من الفريق المنافس ليمرر الكرة لسواريز الذي هيأ الكرة لنيمار ليسجل ببراعة في شباك إيكر كاسياس.
ولعب ميسي الذي يعتبر لاعبا محوريا في تنفيذ طريقة اللعب التي تعتمد على الاستحواذ في لقاء أمس في المنطقة المحصورة بين منتصف الملعب ومنطقة قلب الهجوم، حيث كان محطة البداية لهجمات فريقه غير أنه كان يأمل أيضا أن يكون هو من ينهيها ليعادل على الأقل رقم الهداف التاريخي للدوري الأسباني والمسجل باسم تيلمو زارا حتى الآن.
ولم يفلح ميسي في كسر رقم زارا، بل انتهى الأمر بفض عذرية شباك حارس برشلونة كلاوديو برافو الذي حافظ عليها نظيفة طوال 754 دقيقة عندما استقبل الهدف الأول لريال مدريد عن طريق ضربة الجزاء التي أحرزها كريستيانو رونالدو في الدقيقة 34 من المباراة.
ودفع برشلونة ثمن مقارنة ريال مدريد بغيره من فرق الدوري الأسباني، بالإضافة إلى استهتار لاعبيه باللجوء إلى الألعاب عديمة الجدوى كتلك التي حاول من خلالها نيمار المرور من خميس رودريجيز بالإمساك بالكرة بكلتا قدميه.
وجاء الهدف الثاني لريال مدريد برأسية بيبي ليعقد الأمور في مواجهة برشلونة، ولكن الخطأ الذي ارتكبه نجم بحجم اندريس انيستا بالاشتراك مع ماسكيرانو لا يغتفر، فقد تسبب ارتباك اللاعبين في أن يقوم إسكو نجم خط وسط ريال مدريد باستخلاص الكرة من بينهما على الخط الجانبي للملعب ليندفع في مواجهة مرمى برشلونة ليصنع الهدف الثالث للريال ليخرج انيستا بعدها بسبب إصابة في غضروف الركبة.
وقال لويس انريكي مدرب برشلونة بعد المباراة: "الهدف الثالث أضر بنا كثيرا .. هذه المباراة أظهرت أن هناك منافسين يلعبون بشكل جيد مثلنا أو حتى أفضل .. علينا أن نحلل الأخطاء لتفاديها".
وبينما كان إنريكي يبحث عن الأخطاء كان ميسي الذي ظهر لأول مرة في ملعب سانتياجو بيرنابيو في المباراة التي فاز بها برشلونة بثلاثية نظيفة في تشرين ثان/نوفمبر عام 2005 يستعد لوداع فترة كان الريال تنتابه فيها حالات من الفزع في مثل تلك اللقاءات.
وحقق ميسي مع برشلونة خمسة انتصارات وتعادلا وحيدا وتلقى ثلاث هزائم أمام ريال مدريد في البيرنابيو ونجح قبل سبعة أشهر في إحراز ثلاثة أهداف في مرمى الفريق الملكي بالإضافة إلى قيامه بصناعة الهدف الرابع في المباراة المثيرة التي فاز فيها برشلونة 4/3 خارج أرضه.