فرط الأولمبي المصري في فوز مستحق على نظيره النيوزيلندي وإكتفى بالتعادل معه 1-1 في المباراة التي أقيمت بينهما في الجولة الثانية من المجموعة الثالثة بدورة الألعاب الأوليمبية لندن 2012 وبهذه النتيجة أصبح رصيد المنتخب المصري نقطة واحدة وهو نفس رصيد نيوزيلندا منتظرا نتيجة مباراة البرازيل وبيلاروسيا لتحديد موقفه قبل اللقاء الأخير أمام الفريق البيلاروسي.
سيطر المنتخب المصري على معظم فترات المباراة وخاصة الشوط الأول وجاءت المواجهة سريعة وقوية بين المهارات متجسدة في لاعبي الفراعنة والقوة التي يعتمد عليها لاعبي نيوزيلندا أحرز لمصر محمد صلاح (د 40 ) بينما أحرز لنيوزيلندا كريس وود (د 17 ) .
دخل هاني رمزي المدير الفني للأولمبي المصري اللقاء واضعا في إعتباره أن أي نتيجة غير الفوز ستعجل بخروج منتخبه من البطولة مبكرا بعد هزيمته في اللقاء الأول أمام البرازيل 3-2 ولذلك لعب بالتشكيل الذي أدى الشوط الثاني في اللقاء السابق والذي إستطاع إحراز هدفين معتمدا على طريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي محمد صلاح وعماد متعب وأبوتريكة بتقدم متعب داخل منطقة الجزاء بينما يتحرك من خلفه أبوتريكة وصلاح .
في المقابل لم يختلف تكتيك نيل ايمبلن المدير الفني للمنتخب النيوزيلندي حيث إعتبر هذا اللقاء بين الجريحين فقد تلقى هزيمة في المباراة الأولى أمام بيلاروسيا 1-0 ولذلك فكر أيضا في ضرورة تحقيق الفوز فلعب بنفس التكتيك بطريقة 4-3-3 بتقدم الثلاثي ماركو روجاس وكريس وود وشاني سميلنز .
ما إفتقده المنتخب المصري في بداية مباراته مع البرازيل فعله في لقاء نيوزيلندا من التمريرات السريعة والتحرك بدون كرة فإمتلك زمام الأمور منذ البداية وإعتمد هاني رمزي على إرسال الكرات لمحمد صلاح الذي مال قليلا للجهة اليمنى وسيطر لاعبو الفراعنة على منتصف الملعب تماما ولم يستغل أبو تريكة أخطر الفرص عندما مرر عماد متعب عرضية متقنة له قابلها مباشرة بقدمه اليمنى لكنها مرت بعيدا عن المرمى .
على عكس سير اللقاء ومن الهجمة الأولى لنيوزيلندا إنطلق اَدم توماس من الجهة اليمنى ومررها عرضية خطيرة حولها محمود علاء لركنية أرسلها توماس لعرضية مرت من الدفاع لتصل لرأس روجاس الذي مررها لكريس وود الخالي من الرقابة ليضعها في مرمى الحارس أحمد الشناوي بسهولة محرزا الهدف الأول في الدقيقة 17 لتتكرر الأخطاء الدفاعية وتتسبب في أهداف مبكرة مثلما حدث في مباراة البرازيل .
عاد التفوق للمهارة على القوة البدنية مرة أخرى وإمتلك لاعبو مصر الكرة وتناقلوها بسهولة وتلاعبو بدفاعات نيوزيلندا ولكن المهاجمين لم يستغلوا الفرص التي سنحت لهم ففي الدقيقة 23 مرر أبوتريكة بينية متقنة لعماد متعب لكنها تباطأ في تسديدها ليشتتها الدفاع .. وبعدها إستلم محمد صلاح الكرة على حدود منطقة الجزاء وموه بجسده ولكنه سددها في الدفاع .
إندفع المنتخب المصري للهجوم بقوة في الدقائق الخمس الأخيرة بغية إحراز هدف التعادل قبل نهاية الشوط وبالفعل تحقق لهم ما أرادوا ففي الدقيقة 40 مرر أبوتريكة بينية من خلف المدافعين لمحمد صلاح الذي سددها بيسراه على يمين ميشيل أوكوفي حارس نيوزيلندا محرزا هدف التعادل .. وبعدها بدقيقة فقط كاد متعب أن يضيف الهدف الثاني عندما أرسل إسلام رمضان عرضية متقنة قابلها متعب برأسه ولكنها مرت بجوار القائم الأيسر لينتهي الشوط بالتعادل بين الفريقين .
منذ بداية الثواني الأولى من الشوط الثاني وضحت تعليمات هاني رمزي المدير الفني للمنتخب المصري بضرورة مواصلة الضغط على الدفاعات النيوزيلندية وإستغلال الهجوم من الجبهة اليمنى التي يشغلها احمد فتحي ومحمد صلاح وبالفعل تعددت العرضيات من هذه الجبهة ولعب أبوتريكة خلفية مزدوجة أمسكها الحارس ثم رأسية خطيرة من عماد متعب حولها ميشيل حارس نيوزيلندا لركنية بصعوبة .
ووضح من أداء المنتخب النيوزيلندي خلال هذا الشوط أن المدير الفني أعطى تعليماته للاعبيه خلال فترة الإستراحة باللعب بمنطقية بضرورة الضغط على لاعبي وسط الفراعنة لإستخلاص الكرة مبكرا والإعتماد على الهجمات المرتدة والكرات الثابتة لإحراز هدف التقدم ولكن مهارة لاعبي منتصف ملعب المنتخب المصري مكنتهم من مواصلة السيطرة وهو ما جعل نيل ايمبلن المدير الفني للمنتخب النيوزيلندي يجري تغييره الأول في الدقيقة 62 بالدفع باللاعب جيمس موسى لمساندة الدفاع بدلا من إيان هوج .
المجهود الكبير الذي بذله لاعبو المنتخب المصري خلال الشوط الأول والربع ساعة الأولى من الشوط الثاني أثر على اللياقة البدنية للاعبين وهو ما أتاح الفرصة للمنتخب النيوزيلندي لمبادلة السيطرة في منتصف الملعب وهو ما جعل هاني رمزي بالدفع بأحمد مجدي في الدقيقة68 بدلا من محمد النني .
شكلت الكرات الثابتة التي أتيحت للمنتخب النيوزيلندي بعض الخطورة على مرمى أحمد الشناوي الحارس المصري مستغلين حالة الإرهاق التي حلت على لاعبي مصر .. بينما شكلت الكرات الأمامية السريعة خطورة حيث مرر محمد صلاح بينية لمحمد أبوتريكة ولكن الأخير سددها بجوار القائم الأيمن وضاعت جميع محاولات التسديد من أحمد فتحي خارج المرمى وكاد مايكا ماكيجلنشي لاعب نيوزيلندا أن يسجل الهدف الثاني في الدقيقة 77 عندما سدد برأسه قوية ولكن الشناوي إستطاع الإمساك بها .
تواصلت الهجمات من كلا الجانبين وإنفرد أحمد فتحي في الدقيقة 82 من بينية أبو تريكة ولكنه تباطأ في تسديدها لتضيع أخطر الفرص ويدفع هاني رمزي بالثنائي مروان محسن وشهاب أحمد بدلا من ابو تريكة وصالح جمعة لتنشيط الهجوم ولكن ضاعت فرصة خطيرة أخيرة من عماد متعب الذي سدد ضعيفة فأمسك بها الحارس النيوزيلندي ثم إنفرد وسدد أعلى العارضة لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1 بين الفريقين .